ندوة بعنوان الأزمة المالية العالمية ومدى انعكاساتها على اقتصاديات المنطقة العربية في جامعة القدس

ضمن سلسلة المحاضرات العامة التي يلقيها علماء ومفكرين وسياسيين من جميع أنحاء العالم عقدت كلية العلوم الإدارية والاقتصادية ندوة بعنوان الأزمة المالية العالمية ومدى وانعكاساتها على اقتصاديات المنطقة العربية للدكتور فضل النقيب أستاذ الاقتصاد في جامعة واترلو في كندا ، وبدأت الندوة بكلمة الدكتور محمود الجعفري عميد كلية العلوم الادرية والاقتصادية الذي رحب من خلالها بالدكتور فضل النقيب مؤكدا على أهمية هذه المحاضرات والندوات في الجامعة وبعد ذلك تحدث الدكتور النقيب واصفاً الأزمة الاقتصادية التي بدأت في قضية الرهن العقاري الذي تعمل به البنوك بتقديم القروض السكنية للمواطنين دون التأكد أن هذه القروض مستردة وهناك عدة أسباب لهذه الأزمة المالية السائدة والتي منها عدم وجود قواعد وضوابط تنظم أعمال وأسواق المال ، ونوه النقيب أن هذه الأزمة ليست الأولى فقد حدث عناك أربع أزمات في الولايات المتحدة ، ومن أسباب هذه الأزمة كذلك وجود فائض مالي لدى البنوك والتي تعزى أسبابها في ثلاث قضايا رئيسية الأولى : ظهور العولمة والثانية دول العالم الثالث أما الثالثة فهي الصين ، أما بالنسبة للعولمة التي تحركها الشركات المختلفة والتقدم التكنولوجي لمصلحة هذه الشركات خاصة الصغيرة بالإضافة إلى الاحتكارات السريعة التي لم تظهر في الرأسمالية التقليدية ، والتي أدت إلى الأرباح السريعة ، أما قضية دول العالم الثالث والتي تخلت عن كثير من واجباتها في إنتاج السلع العامة حتى وصلت إلى الاستغناء عن التعليم والصحة في بعض الأقطار العربية ، كذلك الخليج العربي الذي وجه معظم أرباحه إلى الخارج ، أما القضية الثالثة فهي الصين التي تتميز بمعدلات نمو هائلة ولكن هذا النمو لا يحسن الكثير من الاستهلاك الصيني ، والتي تتعامل مع الاستثمارات بطريقة استالينية ، وقد علل النقيب سبب عدم وجود قيود وضوابط تنظم عملية السوق المالي وهو التاريخ الأمريكي الذي يمر في دورات وينقلب في كل فترة من توجه إلى عكسه حتى أصبحت الرأسمالية الأمريكية حرة بما تقوم به وأصبحت تتصرف على أساس أن ليس هناك حساب في العالم ولكن جاء الحساب بظهور أكثر من خمسين مليون بيت قيمته الرهنية أكبر منه، فأدى إلى خسارة البنك والمقترض ، وأضاف النقيب إلى أن إسرائيل هي من أكثر دول العالم تأثرا بالاقتصاد الأمريكي سواء من حيث الركود أو النمو ، أما بالنسبة للاقتصاد الفلسطيني فسوف يتأثر بالأزمة الاقتصادية لأنه اقتصاد ضعيف ، وذكر النقيب سبب ارتفاع الدولار الأمريكي في ظل الأزمة الاقتصادية والتي تعود إلى زيادة الطلب على الدولار والأسهم الأمريكية وحسب وجهة نظر النقيب أن الملاذ الوحيد للرأسمالية في النهاية هو أمريكا وهي آخر دولة لتنظيم العمليات الرأسمالية ، وبعد ذلك تم فتح باب النقاش وطرح الأسئلة على الأستاذ الدكتور فضل النقيب ، وفي نهاية الندوة شكر د. فضل النقيب إدارة الجامعة وكلية الإدارة والاقتصاد على استقباله مباركا لهذه الندوات والمحاضرات التي تؤدي إلى زيادة الوعي لمثل هذه القضايا الجديدة التي تظهر.